أسهم القيمة – إيجاد أفضل الأسهم و طريقة تحليلها؟

الاستثمار في أسهم القيمة، هو واحد من أكثر الطرق الفعالة لبناء ثروتك. في هذا المقال، سنشرح لك ما يجب التعرف عليه لإيجاد أفضل الأسهم و كيفية تحليلها.
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في الأسهم، غالبا ما تختلف آراء المستثمرين اختلافا كبيرا. و هكذا يجب أن يكون الحال، و إلا فإن الجميع سيستثمرون في نفس الشركات و لن يعمل سوق الأوراق المالية على الإطلاق.
إذا كنت تريد أن تكون ناجحا في الاستثمار بالأسهم، فمن الأفضل اتباع استراتيجية معينة.
تعريف أسهم القيمة؟
أسهم القيمة هي أسهم الشركات التي تأسست منذ فترة طويلة و التي يكون تقييمها المالي بالسوق أقل من قيمتها الحقيقية. بمعنى آخر، أسهم القيمة هي أسهم الشركات التي تكون قيمتها الجوهرية أعلى من السعر المدرج في البورصة.
يشارك مؤيدو استراتيجية القيمة الرأي القائل بأنه بمساعدة تحليل أساسي مفصل، من السهل تحديد القيمة الجوهرية، و التي يمكن أن تكون أقل بكثير من قيمتها في البورصة.
خلال التحليل الأساسي، يتم فحص التقارير الاقتصادية السابقة و الحالية التي تصدر بشكل دوري عن الشركات المدرجة بالبورصة، و هذه التقارير تصدرها الشركات غالبا كل ثلاث أشهر. يمكنك أيضا، استخدام التقنيات و الأدوات الحديثة التي تقوم أيضا بمقارنة شركة معينة مع الشركات في نفس الدولة و التي تعمل في المجال نفسه و توفر الكثير من المقارنات و التحليلات، و بذلك توفر عليك كمستثمر الكثير من الوقت و العناء. تعتبر منصة simplywall.st مثال جيد على ذلك. ينصح الخبراء بالتفكير على المدى الطويل في التحليل و النظر في فترة زمنية لا تقل عن 3 إلى 5 سنوات.
تعد استراتيجية القيمة واحدة من أقدم الاستراتيجيات و أكثرها شهرة في مجال الاستثمار في الأسهم، و التي يدين لها العديد من المستثمرين ذوي الخبرة بنجاحهم. يعتبر العالم و المستثمر الأمريكي بنيامين جراهام أحد أعمدة استراتيجية القيمة، فهو الذي وضع الأساس، لتحليل الأوراق المالية الأساسي في كتابه عام 1949 “المستثمر الذكي”.
الفكرة الرئيسية من الاستثمار بأسهم القيمة واضحة، ابحث عن أسهم الشركات عالية الجودة بسعر جيد ثم استثمر فيها. تختلف الأسهم التي تعتبر أسهم ذات قيمة كبيرة من وجهة نظر مستثر لآخر. من أجل منع سوء التقدير، يقوم مستثمرو القيمة بالاستثمار فقط إذا كان هناك هامش أمان مرتفع بما فيه الكفاية بين تقييمهم و سعر الأسهم بالبورصة. هامش الأمان هو الفرق بين القيمة السوقية الحالية و القيمة الجوهرية المقدرة. كل مستثمر في نهاية المطاف يقرر مدى ارتفاع هذا الهامش و متى يريد بالضبط القيام باستثمار معين.
مقارنة استراتيجية القيمة مع استراتيجية النمو
يلخص الرسم البياني التالي، الفرق بين إستثمار النمو و إستثمار القيمة. لقد حقق صندوق المستثمرة المشهورة Cathie Wood الذي يركز على شركات التكنولوجيا عوائد ممتازة للمساهمين أثناء فترة الرخاء الاقتصادي. لكن هذا الصندوق ذاته الذي يتبع استراتيجية النمو، تعرض لهبوط حاد فى فترة الركود الاقتصادي الحالية. و بالمقارنة بذلك، تمكنت محفظة المستثمر الأكثر نجاحا وارن بافيت، الذي يسير على إستراتيجية القيمة من الصمود و الارتفاع في الفترات المختلفة.

تعد شركة تيسلا و شركة شوبيفاي أمثلة على الشركات التي يستثمر بها صندوق Cathie Wood. بينما تعد شركة أبل و شركة كوكاكولا أكبر استثمارات محفظة وارن بافيت.
كيف تجد أسهم القيمة؟
من أجل العثور على أفضل أسهم القيمة، ستحتاج إلى استخدام مقاييس مختلفة في تحليلك. تنقسم المعايير الرئيسية عادة إلى مجموعتين، المعايير النوعية و المعايير الكمية للشركات. في الواقع يقرر كل مستثمر، ما هي الأرقام الرئيسية التي يريد الوصول إليها و التركيز عليها بشكل خاص أثناء التحليل. من الجدير بالذكر، أنه لا يمكن لأحد أن يصف سهم معين بأنه ١٠٠% سهم قيمة.
معايير الشركة النوعية
تحليل المعايير النوعية هو تحليل مفصل للشركة، دون الخوض في الحسابات الرياضية المعقدة. الهدف في هذه المرحلة من التحليل هو الحصول على جميع المعلومات ذات الصلة بالشركة. في هذا التحليل يرغب المستثمرون بالحصول على صورة أفضل لكيفية سير الأمور داخل الشركة. بالمقارنة مع المعايير الكمية، لديك مساحة أكبر للتفسير و الاستنتاج. هناك معايير نوعية مختلفة، و فيما يلي أهمها:
1. نموذج العمل و الاستراتيجية: كيف تعمل الشركة؟ ما هو هيكل الشركة؟ ما هي خطط الشركة للمستقبل؟ هل تستثمر الشركة في مشاريع جديدة، من المحتمل أن تكون مربحة بالمستقبل؟
2. الإدارة: من هم أعضاء مجلس إدارة الشركة؟ ما مدى خبرة إدارة الشركة؟ ما هي المشاريع التي اكسبت أعضاء مجلس الإدارة خبرة؟
3. القدرة التنافسية: مقارنة الشركة بأكبر منافسيها؟ هل هناك أي منافسة؟ ما هي منتجات الشركات الأخرى التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على أرباح الشركة؟
4. هيكل التمويل: كيف يتم تمويل الشركة؟ من هم أكبر المستثمرين في الشركة؟
5. المنتجات و العلامات التجارية: ما هي المنتجات الأكثر نجاحا؟ هل ستظل هذه المنتجات مطلوبة في المستقبل؟ هل تقدم الشركة منتجات متنوعة؟
معايير الشركة الكمية
تعتمد المعايير الكمية فقط على أرقام الشركة. هذه المعايير تعتمد على المعادلات الرياضية. و هذه المعايير يمكنك استخدامها لمقارنة الشركات المختلفة، التي تعمل بنفس القطاع الاقتصادي بسهولة.
منصات الوسطاء الجيدة، توفر أهم أرقام التحليل الكمي للشركات.
كقاعدة عامة، يستغرق التحليل الكمي وقت أقصر بكثير من التحليل النوعي، من ناحية تعطي الأرقام إجابات واضحة و من ناحية أخرى يمكن مقارنة هذه البيانات بسرعة أكبر مع بيانات أكبر المنافسين.
أهم ما يشمل التحليل الكمي للشركات ما يلي:
1. نسبة سعر السهم إلى قيمته الدفترية(P/B): تساعد هذه النسبة على تحديد ما إذا كان تقييم سهم الشركة أقل من قيمته الحقيقية. المعادلة: سعر السهم/القيمة الجوهرية للسهم (أسهم القيمة <1)
2. نسبة سعر السهم إلى الأرباح العائدة عليه (P/E): نسبة السعر إلى الربح، تعتبر من أهم الأرقام التي تساعد المستثمرين بالتحليل الأساسي للشركات. لحساب النسبة، تحتاج إلى قسمة سعر السهم الحالي على ربحية السهم السنوي. المعادلة: سعر السهم الحالي/ربحية السهم السنوية (أسهم القيمة < 12)
3. نسبة سعر السهم إلى تدفقه النقدي (P/CF): يفضل العديد من المحللين الماليين النظر إلى نسبة سعر السهم إلى التدفقات النقدية بدلاً من نسبة السعر إلى الربح، و تقاس نسبة سعر السهم إلى التدفق النقدي العائد عليه من خلال قسمة السعر الحالي لسهم الشركة على التدفق النقدي الحالي لكل سهم من أسهم الشركة. المعادلة: سعر السهم الحالي/تدفقه المالي (أسهم القيمة < 4)
4. توزيعات الأرباح: هل يتم دفع توزيعات الأرباح بشكل مستدام؟ هل تنمو توزيعات الأرباح؟
5. نسبة ديون الشركة: ما هي نسبة ديون الشركة الى قيمة ممتلكاتها؟ كلما انخفضت نسبة الدين، زادت حرية قرارات إدارة الشركة و خصوصا فترات الركود الاقتصادي.
6. الإيرادات: كم من المال جمعته الشركة في فترة زمنية معينة؟ كم نسبة نمو إيرادات الشركة؟
لا ينبغي، الإعتماد على معيار واحد فقط من المعايير المذكورة أعلاه للحصول على صورة كاملة.
المعايير النوعية أو الكمية: أيهما أكثر أهمية؟
بالنسبة لمعظم مؤيدي استراتيجية القيمة، تعتبر المعايير النوعية أكثر أهمية من المعايير الكمية. فإذا لم تستطيع فهم المعايير النوعية للشركة، فلن تساعدك الأرقام الكمية كثيرا في التحليل. عند البحث عن أفضل أسهم القيمة، من المهم إيجاد التوازن المثالي. إذ ينصح أيضا بمقارنة الأرقام الرئيسية مع تلك الخاصة بالشركات الأخرى في نفس الصناعة.
الخلاصة بشأن أسهم القيمة
عادة ما يرتبط أداء الأسهم بنمو الأرباح. لذلك ترتفع أسهم النمو في وقت الانتعاش الاقتصادي، لأن صافي الأرباح يرتفع بسبب إرتفاع الإنفاق الاستهلاكي. و لكن عندما ينكمش الاقتصاد، يكافئ السوق أسهم القيمة، التي تعتبر حصص بالشركات التي تتمتع بتسعيرة قوية لمنتجاتها و تدفقات نقدية مستقرة.
عادة تنتمي أسهم القيمة لشركات من مختلف القطاعات مثل الصحة و الأدوية و السلع الاستهلاكية الأساسية، بينما تعتمد استراتيجية النمو على الاستثمار بشركات أقل دورية مثل التكنولوجيا.
أنا شخصيا أمتلك في محفظتي الاستثمارية مزيج من أسهم النمو و أيضا أسهم القيمة و أسهم توزيعات الأرباح، لتقليل المخاطر و بالوقت نفسه تحقيق أرباح مرتفعة.
تقوم معظم أسهم القيمة أيضا بتوزيع أرباحا للمستثمرين، و يعتبر إعادة استثمار هذه التوزيعات عاملا رئيسيا في الأداء المتفوق التاريخي لمستثمري القيمة. الجدير بالذكر، أن وارن بافيت، المستثمر الأكثر نجاحا في كل العصور، قد جمع ثروته التي تبلغ مليارات الدولارات و هو أحد أغنى الأشخاص بالعالم، من خلال إستراتيجية أسهم القيمة.
قد يهمك ايضا: أسرار المستثمر المخضرم وارن بافيت.